http://www.mbc.net/mbc.net/Arabic/Image/Entertainment/ARC_47/dsfhdfh_l.jpg فيما رأى فلسطينيون في قطاع غزة أن العقيد "أبو شهاب" بطل المسلسل السوري الشهير "باب الحارة" استطاع أن يهزم "مهند" بطل المسلسل التركي "نور"، معتبرين أن الجزء الثالث من المسلسل السوري استطاع أن يوقف ما أسموه بالعاصفة التركية التي حلت على المنطقة العربية، أكد آخرون أن الدراما التركية ستبقى ماثلة في وضح النهار لا يزيل أثرها عمل عظيم أو نجم مرموق.
مراسلة mbc.net في غزة رصدت ردود الأفعال في القطاع على الجزء الثالث من "باب الحارة"، الذي لاقى جزآه السابقان ردود أفعال واسعة في العالم العربي.
يقول "مروان الحاج" -31عاما- والذي يعمل في مؤسسة حكومية، إن أبطال "باب الحارة" أوقفوا زحف الأتراك ودراماتهم الخطيرة على مجتمعات العرب، بحسب تعبيره.
ويضيف أن "المسلسلات التركية كانت مثيرة للجدل، حيث إن البعض رأى أنها تحمل أفكارا تختلف عن عاداتنا وتقاليدنا، وكان لابد من إطلالة فنية ذات مغزى تتصدى لها ولثقافتها البعيدة عنا".
ويوضح الحاج أن "باب الحارة جاء ليكون أقوى رد عليها من خلال جذبه لقاعدة عريضة من المتابعين، الذين ظن الكثيرون أن هروبهم إلى الدراما التركية سيدوم طويلا".
ويرى "الحاج" أن الفلسطينيين ، وإن انجذبوا إلى بعض النجوم الأتراك، وتأثروا بكثير من مشاهدهم، فإنهم عادوا إلى الحضن العربي بمجرد عرض عمل فني قوي كمسلسل باب الحارة.
من جانبها، تقول "أم باسل" -41 عاما- "لا أنسى إصرار صغيري على أن أشتري له حقيبة تحمل صورة النجم يحيى، بطل المسلسل التركي سنوات الضياع، وبمجرد بدء عرض حلقات مسلسل باب الحارة تنازل عن طلبه وأصبح يريدها تحمل صورة "أبو شهاب"!
وتشير إلى أن "جنون أبنائها بالدراما التركية أخذ يتلاشى مع ظهور نجوم باب الحارة السورية".
وتضيف "لم يعد أبنائي يطيلون السهر خارج المنزل. فما أن ينتهوا من أداء صلاة القيام في المسجد حتى يعودوا بسرعة ليتجمعوا أمام شاشة mbc في انتظار المسلسل السوري".
وتفسر "أم باسل" سرعة اختفاء تأثر أفراد أسرتها بالدراما التركية بقولها "لعل تقارب تقاليد وثقافة الحارة السورية من مثيلتها الفلسطينية هو السبب. فالحقيقة أن بيوت باب الحارة تشبه بيوت حارات قطاع غزة، الأمر الذي ينسي الفلسطينيين كل ما سبقه من أعمال فنية ويجعلهم أكثر الشعوب متابعة له".
أما الطالب في قسم التاريخ "زهير المغربي"، فيرى أن قوة العمل الفني التي تجسدت في "باب الحارة" كفيلة بأن تمحو كل ما علق في أذهان المتابعين للمسلسلات التركية.
ويضيف أن المواطن العربي -حتى وإن جذبته أحداث المسلسلات التركية وتابعها حتى النهاية- فإنه سيتجه لغيرها فور عرض البديل الأكثر قربا لحياته وواقع أمته.
ويتابع "المغربي" قائلا "منذ اليوم الأول لعرض الجزء الثالث من "باب الحارة" وأنا ألحظ كيف بدأ حديث أصدقائي عن "لميس" يقل شيئا فشيئا. الأمر الذي لم أتوقعه إطلاقا، خاصة وأن أحدهم كانت أعظم اهتماماته أن يمتلك شعرا كشعر "مهند".
ويرجع المغربي ذلك التحول في أصدقائه إلى أن مشاهد باب الحارة بواقعيتها وتناغم حياتها مع المجتمعات العربية أثبتت أنها الأقدر على طمس صور التأثر بدراما فنية جذبت مختلف الشرائح العمرية.
باب لا يمكن غلقه
في المقابل، لم ينكر "أبو وسيم" -28عاما- نجاح مسلسل باب الحارة في غزو معظم البيوت، نافيا في ذات الوقت أن يكون قد أخفى هذا النجاح والانتشار الواسع الكثير من معالم وصور التأثر بالمسلسلات التركية ونجومها.
وأوضح أن ما حملته الدراما التركية من أفكار جديدة على المجتمع العربي لا تزال عالقة حتى اللحظة في عقول المتابعين، وليس من السهل أن يمحوها على المدى القريب أكثر المسلسلات قوة.
بدورها، تصف "مي عبد الله" الطالبة بقسم اللغة العربية الحديث عن غياب مظاهر التأثر بالدراما التركية بالـ"هراء"، قائلة "لا أعتقد أن هناك مسلسلا عربيا أو حتى أجنبيا قادر خلال الخمس سنوات القادمة -على الأقل- أن ينسي العرب نور ومهند".
وترجع ذلك إلى المشاهد التي بثت على مدار فترة زمنية طويلة، وحملت جديد الأفكار وغريبها، مضيفة أن "هناك فجوة كبيرة جدا ما بين الدرامتين العربية والتركية".
وترى "مي" أن أهم ما خلفته الدراما التركية هي حديثها عن قصص الحب الشامخة، التي نقشت في عقول الكثير من الشباب، مؤكدة أن شريحة كبيرة باتت تحلم بعيش ذات قصص الحب التي عرضت وبالزواج من أشخاص يحملون ذات التفاصيل والملامح.. الأمر الذي سيعرضهم للصدمة.
من جانبها، تقول "سحر تايه" -17عاما- الطالبة بالصف الحادي عشر إن معظم طالبات فصلها لا يزالون يتحدثون حتى اللحظة عن وسامة مهند وشهامة يحيى.
وتشير إلى أن بعض زميلاتها -رغم انتهاء عرض المسلسل التركي "نور"- عدن لمتابعته من جديد من خلال مواقع الإنترنت المختلفة.
وترى أن الجزء الثالث من "باب الحارة" كان سيفقد متابعيه في حال تم عرضه بالتزامن مع أحد المسلسلات التركية.
الأصالة والعاطفة
من جانبه يشير المخرج الفلسطيني "عبد الرحمن صباح" إلى أن المتابع جيدا لحال الشارع واهتماماته يرى كيف طغى حب وتعلق الفلسطينيين بمسلسل باب الحارة على كل ما تركته الدراما التركية قبل انتهاء حلقاتها.
ويقول "من يرى شوارع الحارات والأحياء وقت عرض هذا المسلسل ساكنة الحركة وخالية المارة يدرك جيدا حقيقة ما صنعه باب الحارة".
ويعلل "صباح" التفاف الفلسطينيين حول مسلسل باب الحارة بكونه الأقرب من غيره إليهم، فيقول "نادرا ما يجد الفلسطيني عملا فنيا عربيا يجسد واقع حياته أو ما يشابهها، وجاء هذا العمل بكل أجزائه ليحاكي تقاليدهم وثقافتهم وماضيهم".
ويشير المخرج الفلسطيني إلى انعدام وجود أوجه المقارنة بين المسلسل السوري ومثيله التركي المدبلج، وقال "الأول سمته الأصالة العربية بكل أوجهها، فضلا عن أنه يطرق أكثر من باب، في حين أن الآخر هو مسلسل عاطفي بحت لا يتناول في عرضه ما يهم المواطن العربي".
ونفى أن يكون الانجذاب إلى مسلسل باب الحارة هو انجذاب إلى الشخصيات فقط، قائلا إن "عباءة المسلسل العربية ذات السمت الأصيل هي ما جعل المتابعين يتعلقون به، خاصة وأن أكثرهم يشعر بحنين إلى الماضي العربي برجله الشهم الخشن، وامرأته بلباسها صاحب اللون المحتشم".